حتى لاتصبح من ضحايا التنمية البشرية!! (2/2)

في المقال السابق تحدثنا عن ضحايا التنمية البشرية، وعرفنا من هم اصحاب هذا المصطلح وشرحنا الحالة النفسية لهم وقسمناهم لفريقين.
اليوم سوف نتحدث عن النصائح التي تجعلك لا تصبح ضحية من ضحايا التنمية البشرية.
في البداية دعني انبهك الى ان المصطلح او المسمى (التنمية البشرية) والذي يطلق على هذا المجال هو في الاصل خاطئ !!
التسمية الصحيحة هي تنمية المهارات البشرية او تنمية و تطوير الذات.
التنمية البشرية كمفهوم تختص به الدول و الحكومات لتطوير بلدانها وشعوبها من خلال السياسات و القوانين، بالاضافة لتهيئة البيئة المناسبه التي تساهم في ذلك ، ويدخل التدريب و التطوير كجزء اصيل من تلك المنظومة.
تنمية المهارات الذاتية المقصود منها تنمية ثلاث مهارات اساسية للانسان حتى يصبح انسان قادر ان يعيش حياة كريمة و مستوى حياة افضل و التمتع بحقوقه و النجاح في حياته الشخصية و الاسرية و الاجتماعية و المهنية.
وهذه المهارات هي :
مهارات نفسية: وهي مهارات تساعدك على التعامل مع الغضب و ضغوط الحياة و التعامل مع الاخرين... الخ.
مهارات ذهنية: وهي مهارات تساعدك عن التفكير الصحيح و التحليل المنطقي و اتخاذ القرارات.... الخ.
مهارات بدنية: وهي مهارات تساعدك علي ان تعيش حياة صحية من خلال الرياضة او الصحة العامة و الغذاء، وطبعا هذا المجال له متخصصين، وهذا المقال غير معني به، ولكن هو ضمن التعريف الكلي لمفهوم تطوير الذات.
اذن تنمية و تطوير الذات هي ليست سوى ادوات مساعدة لك للوصول لاهدافك وتطلعاتك.
وبعد شرحنا مفهوم تنمية المهارات البشرية او تطوير الذات ندخل الى النصائح مباشرتا :
اولا يجب عليك تحديد المهارات التي تحتاج اليها في حياتك الشخصية و المهنية:
كثير من الاشخاص يعتقد ان دخوله لاكبر عدد من الدورات التدريبية سوف يساعده علي النجاح وهذا خطأ كبير.
يجب عليك تحديد ماهي الدورات التي تحتاج اليها وليكن لديك خطة سنوية لحضور هذه الدورات، والافضل الاستشارة من اصحاب الاختصاص.
ثانيا يجب عليك التاكد من انك اتقنت المهارات التي تحصلت عليها في الدورة:
التدريب في اصل اكتساب مهارات، ولاتقان المهارة يجب عليك ممارستها بشكل فعلي اذا كان في حياتك الشخصية او العملية.
و لا تحاول ان تدخل دورة جديده قبل ان تتقن المهارات التي تعلمتها في الدورة السابقة.
ثالثا اختيار المدرب المناسب لكل دورة :
يجب عليك ان تتاكد من المدرب الذي سوف يقدم الدورة هو شخص مؤهل علميا و اكاديميا، ولديه خبرات في ما يقدمه لك داخل الدورة، وعليك ان لا تجامل في الحضور لدورات لمجرد استلام الشهادة و تجميع اكبر عدد من الشهادات.
رابعا الشهادات التدريبية ليست دليل على الكفاءة:
حصولك على عدد كبير من الشهادات التدريبية ليس دليل على كفاءتك الشخصية، ما لم تكن فعلا على دراية و اتقان كافة المهارات التي تعلمتها في هذه الدورات التي خضعت اليها، وان يظهر ذلك في تعاملك و تصرفاتك الشخصية و في تطور خبراتك العملية.
خامسا قراءة كتب تطوير الذات ليست من اجل المعلومات العامه:
اذا كنت تعتقد ان قراءة كتب تطوير الذات يمكن ان تكون للمعلومات العامه فانك لن تستفيد منها شيئا و لن تتطور.
يجب عليك ان تعرف ان قراءة هذه الكتب تحتاج منك لكثير من القراءة المتأنية، وتطبيق كافة التمارين و التطبيقات الموجوده في هذه الكتب حتى تتقنها و تطبقها في حياتك الشخصية او العملية.
سادسا لا تشتت تركيزك بمتابعه عدد كبير من علماء التنمية البشرية:
حاول ان تركز مجهودك على عالم واحد من علماء تنمية المهارات البشرية، اقراء كتبه و شاهد فيديوهاته وتعمق اكثر في افكاره و مفاهيمه ومن ثم انتقل الى عالم اخر.
في الغالب معظمهم يساعدوك للوصول الى نفس الهدف ولكن كل باسلوبه و طريقته، وعليك اختيار الاسلوب او الطريقة التي تناسبك .
سابعا حاول ان تصبح منتجا وصاحب افكار مبتكر خاصة بك:
ان المعارف و المهارات التي اكتسبتها من خلال الدورات التدريبية وقراءة الكتب يجب عليك ان تستفيد منها في انتاجك الفكري و الادبي الخاص بك.
وذلك لتثبيت هذه المعارف في عقلك و في نفس الوقت توصيلها الي غيرك من الاشخاص الذين يحتاجون اليها باسلوبك انت.
تنمية المهارات البشرية او تطوير الذات هي ادوات مساعدة لك لتطوير حياتك للافضل، ولكن ما لم تكن لديك العزيمة و الاصرار على الاستفادة منها وتطبيقها في حياتك لن تحقق اي هدف من اهدافك في الحياة.
الى الملتقى...


#المدرب_مازن_محمد_عثمان